كيف ندرك ليلة القدر ؟ - الذاكرين الله

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

السبت، 11 يوليو 2015

كيف ندرك ليلة القدر ؟

ليلة القدر أمرها عظيم والخير فيها كثير‏..‏ فهي ليلة المغفرة والعتق من النيران، ومضاعفة الأعمال، وزيادة الحسنات‏..‏ ليلة تُجاب فيها الدعوات وتعلو فيها الدرجات‏..‏ السعيد من فاز بها‏، والمحروم من حرم فضلها‏.
ولكن كثيرًا من الناس تمر عليه هذه الليلة كأي ليلة.. تمر عليه وهو نائم أو جالس أمام التليفزيون لمشاهدة الأفلام والمسلسلات..
أو في شراء ملابس العيد وإعداد الكعك والطعام.. فتمر هذه الليلة ولم ينهل من خيراتها ولم يتزود من بركاتها.. فالخاسر من انقضت هذه الليلة ولم يعتق من النار.. فإذا لم يغفر له في هذه الليلة، فمتى سيغفر له؟! وإذا لم يتقرب إلى الله في هذه الله، فمتى سيتقرب إليه؟! ويبقى السؤال: كيف نفوز بهذه الليلة المباركة حتى نكون من السعداء؟
ومن رحمة الله بهذه الأمة أن عوضها عن قصر أعمارها بالبركة في أعمارهم، وتقبل منهم القليل وأثابهم عليه بالكثير، كما عوضهم بمنح ونفحات ربانية يدركون بها من سبقهم، ومن هذه النفحات ليلة القدر..
ولكي يدرك المرء ليلة القدر فيجب أن يستشعر قدرها، فقد وصفها الله عز وجل بأنها ليلة مباركة، وشرفها على سائر الليالي، وأخبر عنها النبي  بأن قيامها سبب لمغفرة الذنوب.. قال رسول الله : "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". ويضع في ذهنه أن هذه الليلة لو قامها وصدق الله عز وجل فيها، فإن الله سيكتب له من الأجر آلاف الأضعاف؛ فقيام هذه الليلة خير من ألف شهر، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ[القدر: 3].
وقد أخبر النبي  أنها ليلة في العشر الأواخر من رمضان، فقال : "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان".
فعلي المسلم أن يبذل جهده في العشر الأواخر كلها وليس في يوم واحد، وهذا هو هدي النبي ؛ فكان  يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره.. فكان النبي  إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله. والله -سبحانه وتعالى- أخفى ليلة القدر؛ لكي يجتهد المرء المسلم ولا يتكاسل، فيقوم كل الأيام لكي يدرك الفضل العظيم في هذه الليلة.
ويضيف: إذا أراد الإنسان أن يدرك فضل هذه الليلة فلا بد أن يطهر قلبه من الغل والحقد والحسد، فإذا كان قلبه مليئًا بالشرور للناس، فسيصرفه الله عز وجل عن إدراك ليلة القدر؛ فإن الله عز وجل أخبر بها النبي  ولكنها رُفعت حينما تلاحى رجلان -أي: حينما تخاصم رجلان- وعلت أصواتهما في المسجد..
فلأجل هذا الصنيع رُفعت ليلة القدر؛ فقد روى البخاري أن رسول الله  "خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان فرُفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس".
فليلة القدر رفعت لاختلاف رجلين، فلا يقبل الله فيها من يشاحن أخاه أو يكنّ له الحقد والحسد أو يقطع رحمه.. فلا بد أن نطهر القلب لله، وإلا فإن الله يغفر لمن شاء من خلقه ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه.
ولا بد أن يحسن الإنسان صلته بالخلق حتى يتحقق قول النبي : "حب لأخيك ما تحب لنفسك". ولا بد أن نكون كما وصفنا نبينا : "المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص, يشد بعضه بعضًا". ويجب أن يطلب الإنسان في هذه الليلة العفو من الله عز وجل؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "قلت: يا رسول الله, أرأيت إن علمت أي ليلة القدر, ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

من الشّعرِ حكمة!

عن الموقع

author الذاكرين الله <<  موقع القرآن الكريم هو موقع لخدمة كتاب الله يختص بالقرآن الكريم استماعا وتحميلا وحفظا وجمع المصاحف الكاملة مع مختلف الروايات والتلاوات.

اعرف المزيد ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *