مَفهومُ (فَرْش الحُروف) في عِلْمِ القِراءات

اقرا ايضا :((أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)) الحديثُ في صحيحِ مسلمٍ، بابُ فَضْلِ قراءةِ القرْآنِ فِي الصَّلَاةِ وَتَعَلُّمِهِ

اقرا ايضا :((خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ))!

مَفهومُ (فَرْش الحُروف) في عِلْمِ القِراءات

 بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم

•من كتابِ "الوافي في شرح الشَّاطبيَّة في القراءات السَّبْع" للشّيخ عبد الفتَّاح القاضي، رحمَهُ اللهُ:

"الفَرْش:مصدرُ فرَشَ؛ إذا نشَرَ وبسَطَ.

فـالفَرْشُ معنَاه: النَّشرُ والبَسْط.

والحُرُوفُ: جمعُ حرْفٍ. والحرْفُ: القِراءةُ.

يُقالُ: حرفُ نافعٍ، حرفُ حمزةٍ؛ أي: قراءتُه.

وسَمَّى الكلامَ على كُلِّ حرْفٍ في موضعِهِ من الحروفِ المختلفِ فيها بينَ القُرَّاءِ: (فَرْشًا)؛ لِانْتِشارِ هذهِ الحروفِ في مواضعِها من سورِ القُرآنِ الكريمِ.

فكأنَّها انْفَرَشَتْ في السُّورِ؛ بخلافِ (الأصولِ)؛ فإنَّ حُكْمَ الواحدِ منها ينسحبُ على الجميعِ، وهذا باعتبارِ الغالبِ في الفَرْشِ والأُصُولِ؛ إذْ قد يُوجدُ في الفرْشِ ما يَطَّردُ الحُكْمُ فيهِ؛ كقولِه:

اقرا ايضا :درسٌ للمعلِّمينَ! من قولِهِ تعالىٰ: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}.. من تفسير العلامة السّعديّ رحمه الله

   467 - وَحَيْثُ أَتَاكَ الْقُدْسُ إِسُكَانُ دَالِهِ دَوَاءٌ... البيت.

وقولِه:

اقرا ايضا :أدبٌ نبويٌّ من قولِهِ تعالىٰ: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا}

   449 - وَهَا هُوَ بَعْدَ الْوَاوِ وَالْفَا وَلاَمِهَا... البيت.

وقولِه:
   546 - وَإِضْجَاعُكَ التَّوْرَاةَ مَا رُدَّ حُسْنُهُ ... إلخ.

 وقدْ يذْكُرُ في (الأصولِ) ما لَا يطَّردُ؛ كالمواضعِ المخصوصةِ التي ذكَرَها في الهمزتَينِ من كلمةٍ ومنْ كَلِمَتَيْن، والكلماتِ المعيَّنَةِ في بابِ الإِمالة، وفي بابِ الإدغامِ الصَّغير، وفي يَاءَاتِ الإضافةِ، ويَاءَاتِ الزَّوائدِ.

فالتَّسميةُ في كلٍّ منَ (الأصولُ) و(الفَرْشِ)؛ باعتبارِ الكثيرِ الغَالب" اهـ‍

(ص: 199)، ط 2 (1410هـ‍)، مكتبة الدّار، مدينة طيبة.