"ص : 155
الرجل يأله ، إذا تحيّر في الشي ء ولم يهتد إليه والوله ذهاب العقل.
والآخر وله الفصيل إذ ولع بأمّه. والمعنى أنّ العباد مولهون ومولعون في التضرّع إلى اللّه في كلّ الأحوال.
والآخر اشتقاقه من أله يأله إلاهه ، كعبد يعبد عبادة ، وقرأ ابن عبّاس - رضي اللّه عنهما - وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ أي عبادتك.
وقيل أيضا. أصل هذا الاسم « إله » ثم أدخلت عليه الألف واللام ، فصار الإله ، ثم خفّفت الهمزة بأن ألقيت حركتها على اللام الساكنة قبلها ، وحذفت فصار اللاه ، ثم أجريت الحركة العارضة مجرى الحركة اللازمة ، فأدغمت اللام الأولى في الثانية بعد أن سكّنت حركتها ، فقيل « اللّه » .
فبهذا قد بيّنّا ما يختصّ بهذا الاسم الجامع من الشرح من حيث الذوق ومن حيث البحث النظري ، ومن حيث الاصطلاح اللغوي.
تطابق معاني الاسم ظاهرا وباطنا
فأنت إذا اعتبرت وجوه اشتقاقاته وما فيها من المعاني ، وأسقطت ما هو كالمكرّر منها من حيث اندراج بعضها في البعض - اندراجا معنويّا - علمت أيضا صورة المطابقة بين معاني هذا الاسم من حيث ظاهره ، وبين الأسرار الباطنة المنسوبة إليه فيما مرّ.
ولو لا التطويل لعيّنتها لك ، ولكن فيما ذكر غنية للّبيب المتبصّر.
ولمّا لم يصحّ استناد العالم إلى الحقّ من حيث ذاته لما بيّنّا ، بل من حيث معقوليّة نسبة كونه إلها ، وتعقّل الحقّ من كونه إلها اعتبار زائد على ذاته ، وتعلّق العالم بالحقّ والحقّ بالعالم إنّما يصحّ بهذه النسبة ، فلا جرم صار مرجع سائر الأسماء والمراتب والنسب إلى هذه النسبة الواحدة الجامعة لسائر ما ذكر فإنّها أصل كلّ حكم واسم ووصف ونعت ونسبة وغير ذلك ممّا يسند إلى الحقّ سبحانه ، ويضاف إليه ، فافهم واللّه المرشد.
ربّ
وإذا وضّحنا سرّ الحمد ، ومراتبه وأقسامه ، وسرّ الاسم « اللّه » المضاف إليه الحمد في
Post Top Ad
الأربعاء، 17 فبراير 2021
155 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
التصنيف:
# إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
عن Tech News
إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق