"ص : 198
وصل من هذا الأصل
اعلم ، أنّ كلّ فعل يصدر من الإنسان من أفعال البرّ ، ويقصد « 1 » به أمرا مّا غير الحقّ - كائنا ما كان - فهو فيه يعدّ من الأجراء لا من العبيد.
ومتى صدر منه الفعل المسمّى برّا أو « 2 » عملا صالحا ، ولا يقصد به أمرا بعينه ، بل يفعله لكونه خيرا فقط ، كما سبقت الإشارة إليه ، أو لكونه مأمورا بفعله ويكون مطمح نظره في العمل الأمر ولكن ليس لكونه أمرا مطلقا ، بل من حيث الحضور فيه مع الآمر ، فهو الرجل ، فإن ارتقى بحيث أن لا يقصد بما يعمله غير الحقّ كان تامّا في الرجوليّة ، فإن تعدّى هذا المقام بحيث يتحقّق أنّه لا يفعل شيئا إلّا بالحقّ ،
كما ورد في الحديث « فبي يسمع ، وبي يبصر وبي يبطش ، وبي يسعى »
كان تامّا في المعرفة والرجوليّة.
فإن انضمّ إلى ما ذكرنا حضوره مع الحقّ من حيث صدور أفعاله من العبد وبالعبد ، ويتحقّق ذلك ويشهده بعين الحقّ لا بنفسه ، من حيث إضافة الشهود والفعل والإضافة إلى الحقّ لا إلى نفسه ، فهو العبد المخلص المخلص.
فإن ظهرت عليه أحكام هذا المقام والمقام الذي - وهو مقام
« فبي يسمع ، وبي يبصر »
- وغيرهما من المقامات غير متقيّد بهما ولا بمجموعهما ، مع سريان حكم شهوده الأحدي على النحو المشار إليه في كلّ مرتبة ونسبة ، دون الثبات على أمر بعينه ، بل يكون ثابتا في سعته وقبوله كلّ وصف وحكم ، مع عدم تقيّده بمرتبة دون غيرها ، عن علم صحيح منه
__________
(1). ق : يقصده.
(2). و.
Post Top Ad
الأربعاء، 17 فبراير 2021
198 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
التصنيف:
# إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
عن Tech News
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
مشاركات أحدث
199 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
مشاركات أقدم
197 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق