"ص : 53
أيضا على لسان نبيّه صلّى اللّه عليه وآله أنّه النور وأنّ « 1 » حجابه نور وأخبر : أنّه أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عِلْماً « 2 » وإِنَّهُ بِكُلِّ شَيْ ءٍ مُحِيطٌ « 3 » وأنّه وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ ءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً « 4 » .
والرحمة الشاملة عند من تحقّق بالذوق الإلهي والكشف العلمي « 5 » هو الوجود العامّ « 6 » ، فإنّ ما عدا الوجود لا شمول فيه ، بل تخصيص تمييز ، فدلّ جميع ذلك عند المنصف « 7 » - إذا لم يكن من أهل الكشف - على صحّة ما قصدنا التنبيه عليه بهذه التلويحات ، فتدبّر ذلك وافهم ما أدرجت لك في هذه المقدّمات تلمح أسرار عزيزة إن شاء اللّه تعالى.
نعوت العلم
ثم اعلم أنّ النعوت اللازمة للعلم - من قدم وحدوث ، وفعل وانفعال ، وبداهة « 8 » واكتساب ، وتصوّر وتصديق ، وضرر ومنفعة ، وغير ذلك - ليست « 9 » عين العلم من حيث هو هو ، بل هي أحكام العلم وخواصّه ، بحسب متعلّقاته وبحسب المراتب التي هي مظاهر آثاره ، فما لا يعقل حكم الأوّليّة فيه من المراتب ، ولا يدرك بدؤه ، ويشهد منه صدور أثر العلم وحكمه ، يوصف ويضاف العلم إليه بنسبة القدم.
وحكم العالم فيما نزل عن الدرجة المذكورة ينعت بالحدوث ، وما لا يتوقّف حصوله على شي ء خارج عن ذات العالم يكون علما فعليّا ، وما خالف في هذا الوصف وقابله كان علما انفعاليّا. والعلم الذي لا واسطة فيه بين العبد وربّه ، وما لا تعمّل له في تحصيله - وإن كان وصوله من طريق الوسائط - « 10 » فهو العلم الموهوب ، والحاصل بالتعمّل ومن « 11 » جهة الوسائط المعلومة فهو المكتسب.
وتعلّق العلم بالممكنات من حيث إمكانها يسمّى بالعلم الكوني ، وما ليس كذلك فهو
__________
(1). ق ، ه : لم يرد.
(2). الطلاق (65) الآية 12.
(3). فصّلت (41) الآية 54.
(4). غافر (40) الآية 7.
(5). ب ، ه : العلى.
(6). ب : العالم.
(7). ق : المصنّف.
(8). ق : هبة.
(9). ق : ليس.
(10). ق : المعنوية.
(11). ق : هي.
Post Top Ad
الأربعاء، 17 فبراير 2021
53 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
التصنيف:
# إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
عن Tech News
إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق