"ص : 88
وصارت الحروف المنقوطة أربعة عشر إشارة وعلامة على مراتب السماوات السبع ، والعناصر الأربعة والمولّدات الثلاث ، والفلك الثامن هو البرزخ الجامع وهو الأعراف ، فافهم.
ولمّا كانت مرتبة الإمكان بما تحويه من الممكنات غيبا ولها الظلمة ، وكانت « 1 » الممكنات هي التي تتعيّن في النور الوجودي ويظهر أحكام بعضها للبعض بالحقّ وفيه ، وهو سبحانه لا قيد له ولا تميز « 2 » ، كان المثال الواقع في الوجود مطابقا للأصل.
فالمداد مع الدواة نظير مرتبة الإمكان وما حوته من الممكنات من حيث إحاطة الحقّ بها وجودا وعلما. وحقائق الممكنات كالحروف الكامنة في الدواة ، كما نبّهت عليه في سرّ
« كان اللّه ولا شي ء معه »
ونحوه « 3 » عند قولي : « و ليس لشي ء « 4 » في الغيب الذاتي الإلهي تعدّد ولا تعيّن وجودي » . والورق وما يكتب فيه كانبساط النور الوجودي العامّ الذي تتعيّن فيه صور الموجودات. والكتابة سرّ الإيجاد والإظهار. والواسطة والآلة : القلم الإلهي.
والكاتب : الحقّ من كونه موجدا وخالقا وبارئا ومصوّرا ، كما نبّهت عليه في سرّ التراكيب الستّة والتميّز « 5 » والقدرة. ونظير الأنامل الثلاث الفرديّة الأولى التي وقع فيها وبها الإنتاج ، وقد مرّ ذكرها. والقصد : الإرادة. واستحضار ما يراد كتابته التخصيص الإرادي ، التابع للعلم المحيط بالمعلومات التي تظهر.
وكما أنّ استمداد العالم الكاتب هنا ما يريد كتابته يرجع إلى أصلين : أحدهما : العلم الأوّلي ، والثاني : الحسّي المستفاد من المحسوسات ، كذلك الأمر هناك ، فنظير الأوّلي « 6 » علم الحق بذاته وعلمه بكلّ شي ء من عين علمه بذاته. ونظير المستفاد من المحسوسات رؤيته سبحانه حقائق الممكنات « 7 » في حضرة الإمكان ، وتعلّق العلم بها أزلا تعلّقا ذاتيّا ، وإبرازها في الوجود على حدّ ما علمت وبحسب ما كانت عليه ، وهذا سرّ تبعيّة علم العالم للمعلوم.
__________
(1). ق : فكانت.
(2). ق : تمييز. [.....]
(3). ب : نحو ذلك.
(4). ق : بشي ء.
(5). ق : واليمين.
(6). ق : الأوّل.
(7). ق : للممكنات.
Post Top Ad
الأربعاء، 17 فبراير 2021
88 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
التصنيف:
# إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
عن Tech News
إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق