"ص : 101
والممكنات المذكور شأنهما والسرّ الجامع بينهما - وهو الإنسان وله حكم ينفرد به - سنقصّ عليك من حديثه ما شاء اللّه تعالى.
والذات من حيث نسبة الغنى وعدم التعلّق والمناسبة فلا كلام فيها ، كما قد علمته فيما « 1 » سلف ، والمسمّى معوّقا هو حكم بعض الأعيان في البعض ، ظهر بالحقّ على نحو خاصّ فيه كماله أيضا ، ككمال غيره في سوى ذلك.
وهكذا الأمر في النقائص والحجب والآلام ، فافهم. ونتيجة الكمالين ما ذكرنا ، والغاية الكلّيّة ما ينتهي إليه كلّ موجود من الأمر والحال الذي يستقرّ عليه ، ويدوم حكمه من الوجه الكلّي في أيّ مرتبة وموطن وصورة كان ، لا التفصيليّ إذ ليس للتفصيل غاية إلّا بالنسبة والفرض ، فاعلم ذلك وتدبّر ما تضمّنته هذه القاعدة ، فلقد نبّهت فيها على أسرار شتّى من أسرار الأسماء بألسنة مختلفة ، بعضها أعلى من بعض ، والسرّ الأكبر لا تظفر به إلّا مبثوثا إن عملت بمقتضى ما وصّيت به في أوّل الكتاب واللّه وليّ الإرشاد.
باب
يتضمّن سرّ البدء والإيجاد ، وسرّ الوحدة والكثرة ، والغيب والشهادة ، والجمع والتفصيل ومقام الإنسان الكامل ، وسرّ الحبّ وأحكامه ، وسرّ بسم اللّه الرحمن الرحيم من بعض الوجوه ، وغير ذلك ممّا ستقف عليه - إن شاء [اللّه ] تعالى - وإذ قد بيّنّا من سرّ العلم والكلام ومراتبهما وأحكامهما وما يختصّ بهما من اللوازم كأدوات التفهيم والتوصيل ، وسرّ الأسماء ومراتب التميّز ، وغير ذلك ما يسّر ذكره مع ما وقع في أثناء الكلام عليها وقبل ذلك من الأسرار التي قدّر الحقّ إبرازها وبيانها ، فلنذكر النتائج ، وثمرات الأصول ، وما بقي من أمّهات العلوم والحقائق التي سبق الوعد بذكرها ، مبتدئين بسرّ البدء والإيجاد ، ومستعينين باللّه ربّ العباد.
سرّ البدء والإيجاد
فنقول : اعلم ، أنّ الحقّ علم كلّ شي ء من عين علمه بذاته لم يتّصف بعلم مستفاد من غيره
__________
(1). ق : ممّا.
Post Top Ad
الأربعاء، 17 فبراير 2021
101 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
التصنيف:
# إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
عن Tech News
إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق