"ص : 159
القدرة والتمكّن من التصرف والتصريف ، دون قيد وتحجير بحال دون حال ، وعلى وجه دون وجه ، وفي أمر دون أمر ، والسرّ في ذلك ما أسلفناه.
سرّ التربية
وأمّا التربية فهي حقيقة كلّيّة تتضمّن معظم أسرار التدبير الوجودي والحكم الكوني والربّاني ، وهي وإن « 1 » اندرجت من بعض الوجوه فيما مرّ ذكره ، فلها »
امتياز من وجوه شتّى.
منها أنّ الإبقاء قد يحصل بمنع ما ينافي البقاء « 3 » عن أن يغلب الشي ء الذي يراد بقاؤه ويقهره بحيث يذهب عينه « 4 » أو يخفى ويضعف حكمه ، وقد يكون بإمداد ما يوجب غلبة الضدّ المقتضي للفناء ، وعلى كلّ حال فأنا أبيّن سرّ التربية وأدرج فيه جملا من الأسرار الربانيّة و « 5 » الكونيّة المتعلّقة بهذا الباب ممّا يعظم نفعه وتجلّ جدواه ، واللّه الهادي ، فأقول :
التربية مخصوصة بالأغذية التي يدوم بها الحياة والبقاء ، والغذاء عبارة عمّا به قوام الصورة الوجوديّة والحياة القائمة بها ، وله ظاهر وباطن ، فلمطلق الصورة الوجوديّة الأعيان وأحكامها ، وللصورة المتشخّصة من حيث الظاهر المشابه لما منه تركيب الصورة الظاهرة ، ومن حيث الباطن ما لا تعرف تلك الحقيقة إلّا به ولا تظهر ذاتها أو حكمها بدونه ، وما عدا هذين الأصلين فتبع لهما وفرع عنهما.
ونسبة كلّ صورة كونيّة معيّنة إلى مطلق الصورة الوجوديّة نسبة الأعضاء ، ولكلّ واحد منها ارتباط بمرتبة روحانية من مراتب الأرواح ، ولكلّ روح استناد إلى حقيقة إلهيّة من الأسماء ، وللحقائق نسب مختلفة توجب في الأرواح قوى مختلفة ، يظهر سرّ ذلك وأثره في مظاهر الأرواح من الصورة « 6 » العلويّة وغيرها ، بواسطة الحركات والتشكلات والامتزاجات المعنويّة والروحانيّة والصوريّة ، الفلكيّة والكوكبيّة وسواها ، وبين الجمع « 7 » تناسب من وجه ، وتنافر من وجه آخر.
__________
(1). ق : لم يرد.
(2). ب : فلمّا.
(3). ق : التقاء.
(4). ق : عنه.
(5). ق : لم يرد.
(6). ق : الصور.
(7). ق : الجميع.
Post Top Ad
الأربعاء، 17 فبراير 2021
159 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
التصنيف:
# إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
عن Tech News
إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق