"ص : 214
ذلك الأصل ترجع وإلى الحقّ من حيث ذلك الأصل تستند.
والتكليف من جملة الحقائق وأنّه ظهر بين أصلين ، هما « 1 » له كالمقدّمتين أو كالأبوين ، كيف قلت ، وهكذا كلّ أمر يظهر في مراتب التفصيل فإنّه لا بدّ وأن يكون ظاهرا بين أصلين في إحدى حضرات النكاحات الخمسة المذكورة من قبل.
فالأصلان الأوّلان : حضرة الوجوب والإمكان أو قل : حضرة الأسماء والأعيان كيف شئت ، والنكاحات قد مرّ حديثها.
وأنت متى رجعت « 2 » إلى « 3 » ما أسلفناه في بدء الإيجاد وسرّه وسرّ الوحدة « 4 » ، تذكّرت « 5 » ما بيّنّا من أنّ الأحديّة لا تقتضي إظهار شي ء ولا إيجاده ، وأنّ الحقّ من حيث ذاته وأحديّته غنيّ عن العالمين ، لا يناسب شيئا ، ولا يرتبط به ، ولا يناسبه أيضا شي ء ، ولا يتعلّق به ، فإنّ التعلّق والمناسبة إنّما ثبتا من جهة المراتب بحكم التضايف الثابت بين الإله والمألوه ، والخالق والمخلوق ، وغير ذلك ممّا هو واقع بين كلّ متضايفين وكلّ مرتبتين هذا شأنهما ، وقد مرّ أنّ الأثر لا يصحّ بدون الارتباط ، والارتباط لا يكون إلّا للمناسبة ، فتذكّر تفصيل ما ذكر في ذلك ، ففيه غنية عن التكرار ، واللّه المرشد.
ثم نرجع ونقول : فالأصل الواحد الذي يستند إليه التكليف هو الإيجاب الإلهي ، المختصّ بذلك الجناب ، وهو إيجاب ذاتي منه عليه قبل أن يظهر للغير عين ، أو يبدو لمرتبته « 6 » حكم.
ولسان مقام هذا الأصل هو الناطق في الكتاب العزيز بقوله تعالى : كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ « 7 » وبقوله وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ « 8 » وبقوله وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي « 9 » وكانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا « 10 » وما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ « 11 » ونحو ذلك.
في الأخبار النبويّة
__________
(1). ق : فيما.
(2). ق ، ه : راجعت.
(3). ق : لا توجد.
(4). ه : الواحدة.
(5). ه : تذكرة.
(6). ه : لمرتبة.
(7). الأنعام (6) الآية 54.
(8). غافر (40) الآية 6.
(9). السجدة (32) الآية 13.
(10). مريم (19) الآية 71.
(11). ق (50) الآية 29. [.....]
Post Top Ad
الأربعاء، 17 فبراير 2021
214 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
التصنيف:
# إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
عن Tech News
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق