"ص : 122
فكان الدالّ على الحقّ من حيث التعيّن الأوّل الاسم الأحدي الجمعي الذي هو مفتاح الأسماء والمسمّيات ، وفي عالم الحروف الهمزة والألف من وجه والباء من وجه ، فنفس التعيّن له الهمزة والمتعيّن بذلك التعيّن [له ] الألف ، فالهمزة برزخ بين ما تعيّن من الحروف وبين النفس من حيث هو عينه « 1 » وإطلاقه ، والنفس أيضا - من حيث تعيّنه في مرتبة الألف بالهمزة التي هي نفس التعيّن - برزخ بين ما تعيّن منه من الحروف كالباء وغيره ، وبين نفسه من حيث إطلاقه وعدم تعيّنه.
وهكذا الاسم المتميّز من غيب الذات ، الذي هو مفتاح الأسماء برزخ بين الأسماء وبين الذات من حيث إطلاقه الغيبي ، وعدم تعيّنها في هذه المرتبة الأوّليّة الأسمائيّة « 2 » المذكورة ، وقد سبق التنبيه عليه في شرح الحدّ.
الهمزة والألف
ثم نقول : فالهمزة والألف كلّ منهما ظاهر من وجه ، وخفيّ من وجه ، كسائر البرازخ ، وهكذا الاسم الذي له التعيّن الأوّل المنعوت بالوحدة ، وقد ذكر غير مرّة.
فمن خفاء الهمزة عدم ظهورها في الحروف الرقميّة مثل أصلها الذي هو نفس التعيّن والحدّ المذكور فإنّه لا يظهر إلّا في متعيّن ، وبه. ومن ظهورها تمكّن النطق بها ووجدان أثرها. وحكم الألف بخلافها فإنّ صورته تظهر في الرقم ولا تتعيّن في اللفظ النفسي لأنّه عبارة عن امتداد النفس دون تعيّنه بمقطع خاصّ ، في مخرج من مخارج الحروف ، فمجموع الهمزة والألف حرف واحد ، وفي هذا المقام يكون التعيّن جزءا من المتعيّن ، وهكذا حال الوحدة والتميّز التابعين للاسم الذي هو مفتاح الأسماء.
وكما أنّ أوّل موجود صدر من الحقّ بالتجلّي المتعيّن من الغيب المطلق المتوجّه لإيجاد عالم التدوين والتسطير هو القلم ، كذلك أوّل الحروف الموجودة من النفس الإنساني من حيث تعيّنه بالهمزة في مرتبة أحديّته ، الذي الألف مظهره هو حرف الباء ، فالهمزة أقرب
__________
(1). ق : غيبه. [.....]
(2). الاسمية.
Post Top Ad
الأربعاء، 17 فبراير 2021
122 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
التصنيف:
# إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
عن Tech News
إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق