"ص : 241
وصل
من لسان الجمع والمطلع وبه نختم الكلام على هذا القسم الثاني بعون اللّه ومشيئته اعلم ، أنّ اللّه لمّا خلق الخلق لعبادته - كما أخبر - وهبهم من وجوده وصفاته ما قدّر لهم قبوله ، فعبدوه به إذ لا يصحّ أن يعبدوه بهم على جهة الاستقلال ، لأنّهم من حيث هم لا وجود لهم ، ولا يتأتّى منهم عبادة ، ولهذا شرع لهم أن يقولوا بعد قولهم : إِيَّاكَ نَعْبُدُ قولهم :
وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ لعدم الاستقلال. فانبعثوا عند هذا التنبيه طالبين منه المعونة على عبادته ، كما كان القبول منهم لوجوده حالة الإيجاد معونة لاقتداره سبحانه وتعالى. فإنّه لو لا مناسبة ذاتيّة غيبيّة أزليّة يشهدها الكمّل المقرّبون ، ما صحّ ارتباط بين الربّ والمربوب ، ولا أمكن إيجاد فالإيجاد خدمة وعبادة بصورة إحسان ، والعبادة إيجاد لصور أعيان أعمال ، وتسوية إنشاء ، وإحياء لنشآت العبادة ، ليرجع إلى المنشئ ممّا ظهر وانتشأ به كمال لم يكن ظاهرا من قبل ، كظهوره بعد الإنشاء ، فكذلك الأمر في الطرف الآخر فإنّه لو لا ظهور آثار الأسماء ، ما عرف كمالها ، ولو لا المرائي المتعيّنة في المرآة الجامعة - التي هي مجلى « 1 » - ما امتاز من غيب الذات ، و[لو لا] التي ظهر فيها كوامن التعدّدات « 2 » الحالية ، المستجنّة في غيب الذات
__________
(1). ق : محلّ.
(2). ق : المتعدّدات.
Post Top Ad
الأربعاء، 17 فبراير 2021
241 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
التصنيف:
# إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
عن Tech News
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
مشاركات أحدث
242 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
مشاركات أقدم
240 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق