"ص : 251
وصل من هذا الأصل
لا شرف في التجلّي المطلق
اعلم ، أنّ في التخصيص المتعلّق بالصراط المستقيم أسرارا منها : أنّ الحقّ لمّا كان محيطا بكلّ شي ء وجودا وعلما ، ومصاحبا كلّ شي ء بمعيّة ذاتيّة مقدّسة عن المزج والحلول والانقسام وكلّ ما لا يليق بجلاله ، كان سبحانه منتهى كلّ صراط ، وغاية كلّ سالك ، كما أخبر سبحانه بقوله - بعد قوله : وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ - : صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ، « 1 » فنبّه أنّ مصير كلّ شي ء إليه : وكلّ من الأشياء يمشي على صراط ، إمّا معنويّ أو محسوس بحسب سالكه ، والحقّ غايته كما قال : وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ « 2 » فعرّف سبحانه نبيّه صلّى اللّه عليه وآله ليعرّفنا ، فقال له :
وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ « 3 » منها بالنسبة إلى غيرها ، فهو تعالى غاية السائرين ، كما أنّه دلالة الحائرين ، لكن لا شرف في مطلقاته التي يرتفع فيها التفاوت ، كمطلق خطابه ومطلق معيّته ومصاحبته ، ومطلق الانتهاء إليه من حيث إحاطته ، ومطلق توجّهه الذاتي والصفاتي معا للإيجاد فإنّه لا فرق بين توجّهه إلى إيجاد العرش والقلم الأعلى وبين توجّهه إلى إيجاد النملة من حيث أحديّة ذاته ومن حيث التوجّه.
ومن صار حديد البصر لاتّحاد بصره ببصيرته وانصباغهما بالنور الذاتي الإلهي « 4 » ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ ، « 5 » وهكذا الأمر في معيّته الذاتيّة وصحبته فإنّه مع
__________
(1). الشورى (42) الآية 52 و53.
(2). آل عمران (3) الآية 28.
(3). الشورى (42) الآية 52.
(4). في بعض النسخ : الذاتي بدون « الإلهي » . [.....]
(5). الملك (67) الآية 3.
Post Top Ad
الأربعاء، 17 فبراير 2021
251 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
التصنيف:
# إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
عن Tech News
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق