"ص : 271
فقال عليه السّلام : « عرفت فالزم » « 1 »
. فهذا آخر درجات الإيمان ، وأوّل درجات الإحسان « 2 » .
ثم إنّ العبد يرقى ويزداد من النوافل بعد إحكام الفرائض وإتقانها وجمع الهمّ على اللّه وإحضار قلبه فيما يرتكبه للّه ، مع مشاهدة التقصير بالنسبة إلى ما يجب وينبغي ، ثم الإكثار « 3 » من النوافل ما كان أحبّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، لكونه كان أحبّ إلى اللّه ، فيدأب عليه ويلازمه لحبّ اللّه فيه ورسوله ، ولأنّه أشدّ جلاء للقلب الذي عليه مدار كلّ ما ذكرنا. ومنتهى جميع ذلك ما أخبر الحقّ به على لسان رسوله
بقوله : « و لا يزال العبد يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه فإذا أحببته كنت سمعه وبصره » الحديث
. وهذا مقام الولاية ، وبعده خصوصيات الولاية التي لا نهاية لها إذ لا نهاية للأكمليّة ، بل بين مرتبة
« كنت سمعه وبصره » « 4 »
ومرتبة الكمال المختصّ بصاحب أحديّة الجمع - المذكور غير مرّة والمنبّه عليه أيضا منذ قريب - مراتب ، فما ظنّك بدرجات الأكمليّة التي هي وراء الكمال ، فمن جملة ما بين مرتبة
« كنت سمعه وبصره »
وبين مرتبة الكمال. مرتبة النبوّة ، ثم مرتبة الرسالة ، ثم مرتبة الخلافة المقيّدة بالنسبة إلى أمّة خاصّة ، ثم الرسالة العامّة ، ثم الخلافة « 5 » العامّة ، ثم الكمال في الجمع ، ثم الكمال المتضمّن للاستخلاف والتوكيل الأتمّ من الخليفة الكامل لربّه « 6 » سبحانه في كلّ ما كان الحقّ سبحانه قد استخلفه فيه ، مع زيادة ما يختصّ بذات العبد وأحواله فكلّ نبيّ وليّ ولا ينعكس ، وكلّ رسول نبي ولا ينعكس ، وكلّ من قرن برسالته السيف فخليفة ، وليس كلّ من يرسل هذا شأنه ، وكلّ من عمّت رسالته ، عمّت خلافته [إذا منحها بعد الرسالة ، وكلّ من تحقّق بالكمال ، علا على جميع المقامات والأحوال والسلام ] « 7 » وما بعد استخلاف الحقّ والاستهلاك فيه عينا والبقاء حكما مع الجمع بين صفتي التمحّض والتشكيك مرمى لرام.
ومن أراد أن يتفهّم شيئا من أحوال الكامل وسيرته وعلاماته ، فليطالع كتاب مفاتح غيب الجمع وتفصيله الذي ضمّنته التنبيه على هذا وغيره ، وقد فرّقت في هذا الكتاب
__________
(1). جامع المسانيد ، ج 6 ، ص 33.
(2). ق : الإحسان الأوّل.
(3). ق : الاختيار.
(4). ق : وبين.
(5). ق : ثم الخلافة العامة ، لا توجد.
(6). ق : بربه.
(7). ما بين المعقوفين غير موجود في ق.
Post Top Ad
الأربعاء، 17 فبراير 2021
271 إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن الصفحة
التصنيف:
# إعجاز البيان فى تفسير أم القرآن
عن Tech News
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق